تراجع الأسهم العالمية وسط مخاوف التضخم والانتخابات الفرنسية وتباين أداء الأسواق

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا في مستهل تعاملات الأمس، متأثرة بضغط بيع مكثف طال أسهم شركات النمو الواعدة، وذلك بالتزامن مع صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وترقب صدور بيانات التضخم الحاسمة التي قد تدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" إلى تبني سياسة نقدية أكثر تشددًا.
ووفقًا لـ "رويترز"، فقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 90.9 نقطة، أي بنسبة 0.26%، ليصل إلى مستوى 34630.27 نقطة. كما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 25.6 نقطة، مسجلًا تراجعًا بنسبة 0.57%، ليبلغ 4462.64 نقطة. في المقابل، تراجع مؤشر ناسداك المجمع بشكل حاد، حيث فقد 163.7 نقطة، أي ما يعادل 1.19%، ليصل إلى 13547.293 نقطة.
وعلى الصعيد الأوروبي، شهدت الأسهم تراجعًا مماثلًا، حيث تعرض مؤشر الأسهم القيادية الفرنسي لضغوط بيعية، مدفوعة باستطلاعات الرأي التي أشارت إلى منافسة شرسة ومتقاربة بين الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون ومنافسته من اليمين المتطرف مارين لوبان في جولة الإعادة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.7%، بينما تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.4%. كما هبط مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.9%، وانخفض مؤشر فايننشيال تايمز 100 البريطاني بنسبة 0.5%.
وعلى الرغم من تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة الفرنسي بنسبة طفيفة بلغت 0.2%، إلا أن أسهم البنوك الفرنسية الكبرى، مثل "سوسيتيه جنرال" و"كريدي أجريكول" و"بي.إن.بي باريبا"، قد حققت ارتفاعات لافتة تراوحت بين 0.4% و5.2%. وشهدت البنوك في منطقة اليورو عمومًا ارتفاعًا بنسبة 0.7%.
وحققت أرباح "سوسيتيه جنرال" قفزة نوعية بعد موافقتها على بيع حصتها في "روسبنك" وشركات التأمين التابعة للبنك الروسي إلى "إنتيروس كابيتال"، وهي شركة وثيقة الصلة بالملياردير فلاديمير بوتانين.
وفي الأسواق الآسيوية، أغلق مؤشر نيكاي الياباني على انخفاض، متأثرًا بتراجع أسهم شركات التكنولوجيا التي اقتفت أثر مؤشر ناسداك، والذي بدوره تأثر بالتحرك القوي والفاعل من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" لمكافحة التضخم المتصاعد.
وهبط مؤشر نيكاي بنسبة 0.61% ليغلق عند مستوى 26821.52 نقطة، بعد أن شهد تداولات إيجابية في وقت سابق من الجلسة. كما تراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 0.38% ليصل إلى 1889.64 نقطة، بعد أن سجل أيضًا بعض المكاسب الطفيفة لفترة وجيزة.
وأوضح شيجيتوشي كامادا، المدير العام في قسم الأبحاث لدى تاتشيبانا للأوراق المالية، أن "المستثمرين الأجانب قاموا ببيع مكثف لأسهم التكنولوجيا اليابانية الكبرى بعد أن سجل مؤشر ناسداك خسائر تجاوزت 1% يوم الجمعة، وهو ما أدى إلى تراجع السوق اليابانية".
واستدرك قائلًا: "إلا أن الخسائر كانت محدودة نسبيًا، حيث أقدم المستثمرون المحليون على شراء الأسهم وسط تفاؤل حيال إمكانية ارتفاع أرباح شركات التكنولوجيا اليابانية في الفترة المقبلة".
وفاجأت شركة ياسكاوا إلكتريك، الرائدة في هذا القطاع، المحللين بتحقيقها أرباح تشغيل سنوية قياسية. ومع ذلك، انخفض سهم شركة الروبوتات الصناعية بنسبة 3.08%.
كما خسر المستثمر التكنولوجي "سوفت بنك جروب" نسبة 2.69% من قيمته، في حين انخفضت أسهم منصة الخدمات الطبية "إم ثري" بنحو 5.34%.
وتراجع سهم "دايكن إندستريز" المتخصصة في صناعة مكيفات الهواء بنسبة 2.83%، في حين هبط سهم "سوني جروب" بنسبة 3.94%.
وفي المقابل، ارتفعت أسهم المرافق بنسبة 3.27%، لتتصدر قائمة الأسهم الأفضل أداءً من بين 33 مؤشرًا للقطاعات الفرعية في بورصة طوكيو.
وكان سهما شركتي "طوكيو إلكتريك باور" القابضة و"تشوبو إلكتريك باور" هما الأبرز من حيث المكاسب على مؤشر نيكاي، حيث قفزا بنسبة 16.23% و7.4% على التوالي. كما ارتفع سهم شركة الطاقة المتجددة "رينوفا" بنسبة 3.05%.